بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك ولا ريب أن الغيبة محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب ..
ولكن من وقع في الغيبة فاغتاب أحدا من أصدقائه أو من أقاربه مثلا،،،
فكيف يكون الخلاص من إثمها؟
الجواب بالتفصيل الآتي:
فيقال: إن المغتاب قد جنى جنايتين:
الأولى: على حق الله تعالى, إذ فعل ما نهى عنه, فكفارة ذلك: التوبة والندم.
الثانية: على حق المخلوق حيث أنه اغتابه وتكلم في عرضه، وهذا الجانب لا يخلو من حالتين:
1ـ أن تبلغ هذا الرجل المغتاب, فكفارة ذلك: أن يذهب إليه و يطلب منه أن يسامحه بما حصل منه ويظهر الندم على ما حصل منه .
2ـ أن لا تبلغ هذا الرجل المغتاب , فكفارة ذلك: أن يدعو له وأن يستغفر له وأن يثني عليه خيرا.
وتعليل ذلك: أنك لو ذهبت إليه وقلت له إني قد اغتبتك، فإنه سيقع في قلبه عليك شيء ويظن فيك الظن السوء فيقول في نفسه لماذا هذا يغتابني؟
وقد يكون كلما رآك مع أحد تضحك وتمزح معه قال لعل فلانا يغتابني وهكذا ...
فيترتب على إخبارك له مفسدة أكبر...
فالسبيل إذا:
أن تدعو له بظهر الغيب وتستغفر له..
هذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم وهو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ذكر ذلك عنه تلميذه ابن القيم في كتابه: الوابل الصيب [398] وأيد شيخه ووافقه.
وكذا رجح هذا القول العلامة العثيمين في شرحه للأربعين النووية [436]
رحمهم الله تعالى
~~~~~~~~~~~~~~~~
كتبه :
علي مصبح المقبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق